الشيشة والصيف

التدخين , هذه العادة السيئة لم تكن معروفة في العالم القديم , حيث كان السكان الأصليين للأميركتين هم أول من أخترعها , ثم انتقلت الى أوروبا ومنها إلى باقي القارات , وكانت في البداية عبارة عن حرق لأوراق التبغ ثم يقوم المدخن بسحب الدخان الناتج من عملية الاحتراق إلى رئتيه , ثم تطورت الى وضع التبغ في أنبوبة أثناء حرقه , ويقال أن أحدهم في بلاد الهند أو أيران قد قام بتمرير ناتج الإحتراق على مياه لتقليل حرارته , ثم تطور الأمر إلى استخدام ثمرة جوز الهند بعد عمل ثقبين بها , أحدهما لأعلى لوضع الفحم مع التبغ والآخر في الجانب لوضع أحد أعواد نبات الغاب (البوص) لتستعمل في سحب ناتج الإحتراق , كان ذلك في القرن التاسع عشر , وظل ذلك النموذج مستخدما الى عهد قريب إلا أن البعض استبدل ثمرة جوز الهند بزجاجة إلى أن تطور الامر الى منظر الشيشة الحالي , ولا يهمنا أن نعرف التاريخ الدقيق لتطور هذه الأداة القميئة , ولا يهمنا أن نعرف مطوريها ( حاسبهم الله) , ولكن للأسف الشديد فإن انتشارها الكبير وخاصة في فصل الصيف يدفعنا إلى دراسة تأثيرها. لدينا الآن تبغ يحرق مع الفحم المشتعل ويمر الناتج بماء ويستنشق المدخن هذا المخلوط الى رئتيه على أنغام هذه - القرقرة – التي يعتبرها البعض جزءا من الحالة المزاجية المصاحبة لل ( تشييش) كما يسمونه . أولا : التبغ : تحدث الكثير عن مضار التبغ من قبل ويكفى هنا أن نذكر بأن النيكوتين مادة مسببة للإدمان عند بعض مستخدميها – تماما كالكوكايين والهيروين – وفى كل الحالات يحدث الإدمان عند توافر العناصر النفسية والجينية الأخرى لدى المدخن , ولقد شاهدت بنفسي من يدخنون الشيشة بعد خروجهم من غرفة الرعاية المركزة مباشرة بسبب الإدمان. ثانيا : نواتج إحتراق الفحم : خليط من الغازات المسرطنة مع مادة القطران , وإذا علمنا أيضا أن أخشاب الأشجار التي تستخدم في صناعة الفحم قد تحتوى على ما يعرف ب(العناصر الثقيلة) إذا كان قد تم ريها بمياه الصرف أثناء نموها , مما يمثل خطرا أكبر على أنسجة الرئتين. ثالثا : مياه الشيشة : بعد مرور ثانى أكسيد الكربون في الماء يتكون في الماء حمض الكاربونيك H2CO3 وعندما يقوم المدخن بسحب بخار ورزاز هذا الحمض الى رئتيه تقوم المادة الحمضية بإتلاف أنسجة الرئتين وقد تتسبب في تليف الرئة . والمطلوب :  مزيد من الأبحاث الطبية على مدخنى الشيشة , بل وعلى رئتي المدخنين بعد الوفاة إذا استدعى الأمر , لإثبات الضرر البالغ الذى تسببه هذه العادة السيئة • حملات توعية بين الشباب في كافة وسائل الأعلام ومنصات التواصل الإجتماعى للتعريف بالأضرار التي تثبت بعد إجراء هذه الأبحاث • فرض ضرائب باهظة على أماكن تصنيع وتقديم هذه الأداة , وتحويل عائد هذه الضرائب إلى مستشفيات الصدر إذا أتى الصيف فلماذا لا نستمتع بإستنشاق هواء البحر النقى مع ممارسة الرياضة بدلا من إستنشاق هذا القطران .