اهلا بك في المدونة الطبية

احدث المقالات الطبية

نشر منذ سنة بقلم : زيارة منزلية

امراض الصدر والحساسية

أمراض المناعة الذاتية

جهاز المناعة هو جيش جسم الإنسان الذى يحارب أى غزو دخيل على الجسم , وعادة ما يكون هذا الغزو من البكتيريا أو الفيروسات , وبدون ما يوفره هذا الجيش من حماية يسقط الإنسان مهزوما امام اضعف المخلوقات وتتمكن منه آلاف الأمراض وقد تقتله , فجهاز المناعة هو معجزة إلهية ونعمة كبرى تدافع عنا ليلا ونهارا دون أن نشعر , إلا أنه فى بعض الحالات النادرة - وكما يحدث فى أي معركة - قد يحدث ما يعرف فى المصطلحات العسكرية باسم ( النيران الصديقة ) وهو مصطلح يفيد باصابة احد افراد الجيش خطأ بسلاح أحد زملاءه , وهذا ما قد يحدث تماما فى أمراض المناعة , فجهاز المناعة قد يشتبه فى أحد أنسجة جسم الإنسان ويعتقد أنها عدو خارجى ويوجه إليها أسلحته من الأجسام المضادة . وهذه الأمراض تعتبر نادرة حيث تم إحصاء ما يقرب من 80 مرض مناعي فقط من بين آلاف الأمراض التى قد تصيب الإنسان كما أن معدل إنتشارها ليس كبيرا. ولا يوجد حتى الآن تفسير معين لهذا السلوك , وبالتالى لا يوجد طريقة لتجنب حدوث المرض المناعي , فقد يحدث ذلك لأى شخص وفي أى وقت , فلا داعى لإلقاء اللوم على تناول طعام معين أو عدم أخذ إحتياط معين لتلافى حدوث ذلك , ولكن هناك الإجراءات الطبية التى تتخذ في بعض الحالات وفقا لإرشاد الطبيب . على سبيل المثال : الروماتيزم : نسمع كثيرا عن علاقة التهاب اللوزتين لدى الأطفال وعلاقته بحدوث روماتيزم فى المفاصل أو فى صمامات القلب , وكان هذا المرض شائعا فى الماضى بصورة كبيرة ولم نعد نراه كثيرا اليوم بفضل الله , وقد تمكن العلماء من تفسير هذه العلاقة , حيث أن التركيب الخارجى لنوع البكتيريا التى تصيب اللوزتين والحلق مشابه للبروتين المكون لأغشية المفاصل وصمامات القلب , و عند غزو هذه البكتيريا للجسم ينشط جهاز المناعة بصورة كبيرة وتنتقل بين خلاياه صورة هذه البكتيريا وينتج أجساما مضادة مدربة على مهاجمة كل من يشبه هذه الصورة , وهنا تحدث المشكلة , إذ يتم مهاجمة خلايا المفاصل أو صمامات القلب دون قصد و" بحسن نية " من جهاز المناعة , وتبدأ آلام الروماتيزم فى الظهور كما قد يحدث تلف لصمامات القلب , فلا داعى هنا أن نلوم المريض على إهمال ما , ولا داعى أن نلوم جهاز المناعة الذى كان يقوم بواجبه الدفاعى على أكمل وجه , ربما أخذه الحماس وبالغ فى رد فعله , ولكن المحصله كانت حدوث مرض آخر غير الذى كانت ستسببه البكتيريا . في هذه الحالة وبمجرد ظهور أعراض التهاب بكتيري فى الحلق واللوزتين يقوم الأطباء فورا بوصف المضادات الحيوية المناسبة , بحيث لا يتم ترك جهاز المناعة وحده فى هذه المواجهة فيصبح " أقل حماسا" ولا يندفع فى مهاجمة أنسجة الجسم . وفى حالات أخرى لا يكون السبب الذى استفز جهاز المناعة معروفا , فهل هو بكتيريا معينة أم فيروس أم مادة سامة تسربت إلى الدم بأي وسيلة , وفى هذه الحالة يتم وصف أدوية تقوم بتهدئة جهاز المناعة ( كالكورتيزون مثلا ) , لمنعه من هذا التهور ( إن صح التعبير) وانقاذ ما يمكن إنقاذه من أنسجة الجسم التى قد تكون قد أصيبت بالخطأ و"بحسن نية". وللأسف فإن جميع أنسجة الجسم تقريبا معرضة لهذا الهجوم الغير متوقع , فقد يتم إصابة الجلد أو العضلات أو المخ والأعصاب أو العين أو الكلى وحتى القولون. وقد لا يتوقف الضرر عند ذلك , فالأنسجة التى تتلف قد تتوقف عن القيام بوظائفها مما يؤدى الى المزيد من المتاعب كما هو الحال فى بعض حالات مرض السكري من النوع الأول , إذ يهاجم جهاز المناعة خلايا البنكرياس التى تنتج الإنسولين , ويبدأ مرض السكري فى إحداث مضاعفات أخرى , مما يعتبر تأثير غير مباشر على الصحة . والآن , ما الذى يجب علينا أن نفعله ؟ • أولا الإهتمام بالصحة العامة والغذاء الصحى • ثانيا بالنسبة للأطفال يجب الإهتمام بأى شكوى التهاب فى الحلق وإستشارة الطبيب • ثالثا الفحص الدورى تحت الإشراف الطبي ولو مرة سنويا , حيث أن الإكتشاف المبكر لأى حالة مرضية قد يكون سببا فى إحتواء أعراضها قبل أن يتضرر الجسم. و فى النهاية نحمد الله كثيرا على نعمة جهاز المناعة والذى من دونه نكون عرضه لمخاطر لا حصر لها , وندعو الله أن يحفظ الجميع من " النيران الصديقة" .

مناقشة طبية

يمكنك اضافة تعليق علي المقالة الطبية او اجراء حوار طبي حول المادة العلمية لهذه المقالة

ايضا الزملاء الاطباء مدعوون لمناقشة هذا المقال ووضع اضافة علمية له.

التعليقات والملاحظات

لا يوجد ملاحظات علي هذا المقال الطبي حتي الان

ضع ملاحظاتك علي هذا المقال الطبي